2025-07-31 09:35:22
في ضربة استراتيجية موجعة، نجحت شركة "نايكي" الأمريكية في انتزاع عقد رعاية المنتخب الألماني لكرة القدم من منافستها اللدودة "أديداس" الألمانية ابتداءً من 2027، في صفقة تعدّ انتصاراً تاريخياً في حرب العلامات التجارية العالمية.

هذه الصفقة تمثل خسارة فادحة لأديداس التي ارتبط اسمها بالمنتخب الألماني منذ 70 عاماً، منذ تتويج "المانشافت" بلقبه العالمي الأول عام 1954. الإعلان عن الصفقة الخميس الماضي أحدث صدمة كبيرة في الأوساط الرياضية والسياسية الألمانية، حيث انتقد سياسيون كبار القرار ووصفوه بـ"الخيانة الوطنية".

لطالما كانت كرة القدم ساحة معركة رئيسية بين العملاقين. بدأت نايكي مسيرتها في عالم كرة القدم عام 1996 بعقد مع المنتخب البرازيلي ونجمه رونالدو، لكنها تعرضت لانتكاسة بعد فضيحة نهائي كأس العالم 1998 عندما اتهمت بإجبار "الظاهرة" على اللعب وهو مريض.

التحول الكبير جاء عام 2008 عندما استحوذت نايكي على شركة "أومبرو" البريطانية، مما فتح لها أبواب السوق الأوروبية. بحلول 2013، أصبحت المورد الرسمي للمنتخب الإنجليزي، ثم انتزعت عقد المنتخب الفرنسي من أديداس عام 2011 بعرض قيمته 320 مليون يورو.
اليوم، تمتلك نايكي عقود ثلاثة من أقوى المنتخبات العالمية (البرازيل، فرنسا، وإنجلترا)، بينما تحتفظ أديداس باثنين فقط (ألمانيا حتى 2026، والأرجنتين). هذه الصفقة الجديدة تعزز هيمنة نايكي في السوق الأوروبية، خاصة مع استضافة ألمانيا لبطولة أمم أوروبا 2024.
رغم الخسارة، تحاول أديداس إنقاذ ما يمكن إنقاذه. الشركة الألمانية تأمل في تقديم وداع مشرف للمنتخب الألماني خلال بطولتي أمم أوروبا 2024 وكأس العالم 2026. كما تحتفظ أديداس بشراكات قوية مع المنتخب الإسباني (30 عاماً) والأرجنتيني (50 عاماً)، بالإضافة لعودتها حديثاً كراعٍ للمنتخب الإيطالي.
هذه المعركة التجارية تثبت أن كرة القدم لم تعد مجرد رياضة، بل ساحة حرب استراتيجية بين العلامات التجارية الكبرى، حيث يتجاوز التنافس حدود الملعب ليصبح صراعاً على الهوية الوطنية والولاءات الجماهيرية.