2025-07-30 09:40:29
لا تزال تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) تواجه انتقادات حادة في الدوري الإيطالي لكرة القدم بسبب عدم قدرتها على تحقيق الاتساق في قرارات الحكام، خاصة في المواقف الحاسمة مثل لمسات اليد والتحامات العنيفة. ورغم أن الهدف الأساسي من هذه التقنية هو تقليل الأخطاء التحكيمية، إلا أن التطبيق العملي يكشف عن تناقضات كبيرة تؤثر على مصير المباريات.

لمسات اليد.. معايير غامضة وقرارات متناقضة
أبرز مثال على هذه المشكلة ظهر في مباراة يوفنتوس ضد ميلانو، عندما حُرم الأخير من ركلة جزاء واضحة بعد أن اصطدمت الكرة بمرفق ألكسندر ساندرو أثناء انزلاقه لمنع تمريرة عرضية. وبرر الحكم قراره بعدم احتساب الركلة بأنه "لا يوجد دليل واضح على التعمد"، مستندًا إلى قواعد VAR التي تشترط تصحيح الأخطاء "الواضحة فقط". لكن المفارقة حدثت بعد 24 ساعة في مباراة ساسولو ولاتسيو، حيث احتسب الحكم ركلة جزاء ضد لوكاتيلي بعد أن ارتدت الكرة من فخذه إلى يده، رغم أن القوانين تنص على أن مثل هذه الحالات لا تعتبر لمسة يد متعمدة.

هذا التناقض أثار غضب المدربين والجماهير، حيث قال روبرتو دي تسربي مدرب ساسولو: "القواعد واضحة.. إذا ارتدت الكرة من الجسم إلى الذراع فلا يجب احتساب ركلة جزاء، لكن الحكام يفسرون المواقف بشكل عشوائي".

الالتحامات العنيفة.. بين الإنذار والطرد المباشر
في مباراة أخرى بين جنوى ونابولي، أظهرت التقنية فائدتها عندما تم تعديل قرار الحكم من إنذار إلى طرد مباشر للاعب جنوى ستورارو بعد تدخل VAR. ومع ذلك، اشتكى مدرب جنوى تشيزاري برانديلي من عدم وجود معيار ثابت، قائلاً: "إذا قرر الاتحاد أن كل الالتحامات الخطيرة تستحق الطرد، فليكن.. لكننا نريد اتساقًا في القرارات وليس تفسيرات متضاربة في كل مباراة".
خاتمة: الحاجة إلى إصلاحات عاجلة
في النهاية، يتضح أن تقنية VAR لم تحقق الهدف المنشود منها في الدوري الإيطالي بسبب:
1- تفسيرات مختلفة لنفس القواعد من قبل حكام VAR.
2- غياب المعايير الموحدة في المواقف الحاسمة مثل لمسات اليد والتدخلات القوية.
3- التأخير الطويل في اتخاذ القرارات، مما يؤثر على وتيرة المباراة.
لضمان عدالة أكبر، يحتاج الاتحاد الإيطالي إلى مراجعة شاملة لآلية عمل VAR وتدريب الحكام على تطبيق موحد للقوانين، وإلا ستتحول هذه التقنية من أداة للعدالة إلى مصدر جديد للجدل والظلم.